عندما يكتب القلم، يكون التاريخ أمانة
تأسست قبيلة بني رشيد العبسية على قيم الكرم والشجاعة، حيث سطّر أجدادهم صفحات من المجد في الدفاع عن أرضهم وعرضهم. كانت حُرَّتهم ملاذاً للكرام، يلتف حولها أبناء القبيلة في أوقات السلم والحرب، مؤكدين على ولائهم وترابطهم الأُسري.
تتحدث الروايات عن معارك بطولية شهدتها حُرَّة بني رشيد، حيث استبسل أبناء القبيلة في الدفاع عن أراضيهم ضد الغزاة، مبرزين قوة بأسهم وشجاعة قلوبهم. لم تكن المعارك مجرد صراعات، بل كانت تجسيدًا لعزيمة لا تلين، وإرادة لا تعرف الهزيمة. أظهرت القبيلة في كل مرة أنها قادرة على تحويل التحديات إلى انتصارات، لتبقى حُرَّتهم شاهدة على بطولاتهم.
ومع مرور الزمن، أصبحت حُرَّة بني رشيد مرجعًا اثرياً وتراثيًا، حيث يعتز أبناء القبيلة بمآثرهم ويتناقلونها عبر الأجيال. إن الفخر بتاريخهم ينعكس في كل مناسبة، حيث تُقام الاحتفالات والفعاليات التي تبرز تراثهم العريق وتاريخهم المجيد. في ابرز معالم حرة بني رشيد جبل الراس الأبيض.
ومن أبرز معالم هذه القبيلة هو “العلم السعدي“، الذي يُعتبر أحد أهم الديار التابعة لها. لقد اشتهر العلم السعدي بتحقيق انتصارات في العديد من المعارك، مما ترك بصمة واضحة في التاريخ.
تحتوي المنطقة على العديد من المعالم التاريخية والتراثية، ومنها قبر الفارس الشهير عنتر بن شداد العبسي، الذي يُعتبر رمزاً للشجاعة والفروسية في التراث العربي. يُعرف عنتر بقصصه الملحمية ومغامراته، مما يجعله شخصية بارزة في الأدب العربي والموروث الشعبي.
تُعد هذه المعالم جزءاً من الهوية الثقافية للقبيلة، حيث تعكس تاريخها العريق ومآثر أجدادها، مما يجعلها محط فخر لأبنائها.
جبال أبانات: رمز الشجاعة والبطولة المتوارثة
في قلب الوطن، حيث تلتقي السماء بالأرض، ترتفع جبال أبانات شامخة، تجسد رمزًا للشجاعة والبطولات المتوارثة عبر الأجيال. ليست مجرد جبال، بل هي أسطورة حية تروي قصة شعب لا يعرف الانكسار.
تاريخ جبال أبانات مليء بالقصص البطولية التي تجسد الإصرار والعزيمة. شهدت هذه الجبال معارك أبطال سطروا فصول المجد بدمائهم، وارتفعت أصواتهم في وديانها كصدى للتحدي. كل صخرة وكل قمة تحكي حكاية من التضحيات، حيث كانت جبال أبانات ملاذًا للجلاوي وأرضًا للكرامة.
للكاتب : مفلح الخضيري